Retinopathy Pigmentosa

: لقد كنت قد ذكرت ملخص تعريف الكسل البصري حسب الكتب العلمية أنه يتكون من شقين

: الشق الأول
ضعف النظر الذي لا يتحسن بالنظارات الطبية المطلوبة إلى 6/6 أو 1,0 مع عدم وجود أي مرض عضوي في تلك العين أو كلتاهما ويدعى الكسل الوظيفي Functional Ambliopia

: الشق الثاني
عندما يكون موجود مرض عضوي ولكن لا يمكن تفسير ضعف النظر مع ذلك المرض أي لا يتناسب مع المرض العضوي الموجود

كما كنت قد ذكرت : أن الشق الأول هو مجال حديثنا وهو الكسل الوظيفي, أما الشق الثاني فهو موضوع شائك وحساس, سوف أتركه جانبا إلى حين إتمام دراسة متكاملة عنه

أما وقد تم علاج عدة مئات من حالات الكسل الصري , صغارا وكبارا , لم يبقى سوى الذين يعانون من مشكلة فقدان المقدرة على القراءة عند الكسل العميق فهي بحاجة إلى محاولات للتغلب عليها مع انه تم التغلب على عدد كبير منها وخصوصا صغار السن. أقل ما يجب أن يقال : وداعا للكسل البصري الذي لا يعالج.

سوف انتقل إلى موضوع اكثر متعة بالعمل وأخص بالذكر موضوع العشى الليلي والذي يتبع الشق الثاني من تعريف الكسل البصري سالف الذكر, والناتج عن العوامل الوراثية ( اعتلال الشبكية الصباغي R.P , حيث أن الأنواع الأخرى من العشى الليلي الناتجة عن نقص فيتامين A والماء الأبيض والماء الأزرق المذكورة في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي, فلها علاجها المعروف والعلمي , فهي ليست مشكلة.

اعتلال الشبكية الصباغي

: بعد اطلاعي على عشرات من الحالات التي راجعتني من ( اعتلال الشبكية الصباغي ) فهم ينقسمون إلى ثلاث فئات

: الفئة الأولى

يتم اكتشافها في سن مبكرة قبل أو عند بدء العام الدراسي الأول, حيث يتم ملاحظة عدم مقدرة المريض على رؤية الأحرف في الكتب المدرسية, مع الاحتفاظ بالرؤية للبعيد, ممكن أن تكون بين 6/36 و 1/60, وبعد الفحص يتبين أنه يعاني من اعتلال الشبكية الصباغي

حالة أخرى تم اكتشافها من قبل الوالدين , إذ أن المريض لا يستطيع التركيز بأعينه. وبعد الفحص تبين أنه يعاني من اعتلال الشبكية الصباغي

حالات أخرى , يبدأ الطفل بالرؤية بأطراف أعينه, أي انه ينظر إلى الجانب حتى يرى أمامه,وممكن أن تصل إلى زاوية 90 درجة أو أكثر, وتختل طريقة مشيته, يسير جانبيا. معظم هذه الفئة تحول إلى مدارس المكفوفين

: الفئة الثانية

تبدأ عوارض هذا المرض بالتأثير على المريض في سنوات الدراسة الأخيرة ( التوجيهي ) وخلال سنوات الدراسة الجامعية الأولى حيث تبدأ المعاناة من صعوبة القراءة , فيلجأ المريض إلى استعمال العدسات المكبرة أو الأجهزة المكبرة, أو إكمال دراسته الجامعية بواسطة الأجهزة الصوتية وفي هذه الظروف يفقد المقدرة على القراءة بشكل سريع.

مثال : المريض ( س ) أنهى دراسة التوجيهي بدون أي صعوبة وبدون أي وسيلة تكبير , وبعدها في سنوات الدراسة الجامعية نصح بأن يستعمل جهاز تكبير الأحرف , واستعمله وحضر إلى عيادتي وهو في السنة الجامعية الثالثة, فاقد المقدرة على القراءة نهائيا وحتى السير إلا بمرافق

: الفئة الثالثة

تبدأ عوارضها في بداية العقد الثالث ويبدأ النظر بالتراجع إلى بداية العقد الرابع, يكون قد فقد الرؤية تماما من بعيد, وفقد المقدرة على القراءة, وفقد المقدرة على تمييز الألوان, حدقة العين لا تتأثر بالضوء وصغيرة جدا , يزعجه الضوء بشكل كبير جدا, فهو دائما يستعين بالنظارات الشمسية ذات اللون الغامق, وعند الإضاءة على أعينه لفحص الشبكية يشعر بحرقة شديدة جدا بالأعين.

: أما ما يخص فترة العلاج, فيمكن تقسيم مرضى اعتلال الشبكية الصباغي إلى مجموعتين

: المجموعة الأولى

هم صغار السن – نجدهم غالبا في مدارس المكفوفين. عندهم صفات مشتركة , وبعض الصفات المكتسبة تختلف من شخص إلى اّخر. فهم مقتنعون تماما بوضعهم, حب المعرفة لديهم قوية, لذلك فهو يبدأ بأول تمرين حتى يكتشف أنه يوجد أمل بالعلاج وبعدها يرفض و بقوة, التعاون ويبدأ بالاستفسارات وطرح الآراء والنقاش.

مثال : الكفيف وائل , من مدرسة المكفوفين , حاد الذكاء , تعاون معي في الجلسة الأولى وبشكل جيد جدا, وفي الليلة التالية خرج ليلا ليفحص نفسه , هل يوجد أي تحسن , فوجد أنه يوجد تحسن , فاكتفى بذلك, وبعدها رفض التعاون ورفض الاستمرار بالتمارين وبدأ النقاش يحتد, إلى انه فاجأني عندما قال لي : نحن المكفوفون أكثر تقوى منكم أنتم المبصرون, وان هذه النعمة من الله سبحانه وتعالى حتى لا نرى السوء, كما أنني لاحظت انهم مطمئنون جدا إلى وضعهم حيث توجد الآلة الطابعة للمكفوفين, وتوجد مزايا كثيرة من الجهات المختصة لتهون الحياة عليهم. وبعدها اطلعت على أحد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على فيديو لأحد المكفوفين من المملكة العربية السعودية:
سأل المذيع كفيف صغير السن : افرض أن طبيب العيون عرض عليك عملية لإرجاع البصر لك, ما هو ردك على ذلك, فرد عليه الكفيف وبكل ثقة بالرفض. مريض آخر تعاملت معه, عمرة 14 عاما , بضغط من والديه اضطر أن يعمل الجلسات , وكان يذكر الأمور التي يتحسن بها, عادت له المقدرة على القراءة بشكل سريع, وتمييز الألوان وبدأ يسير باستقامة, وبدأ يرى كرة القدم وهو يلعب ومع كل هذا يصر على انه لم يستفد, مع أن والديه لاحظوا كل تحسن عنده, بدأ المريض يرسل لي رسائل نصية بشكل متكرر”أشهد أن لا اله إلا الله ومحمد رسول الله” وبدأ بالكتابة على جدران العيادة الداخلية : ” يا رب ترحمنا برحمتك , اشكر الله… ” وبعض التواريخ والرسومات لم استطع فهمها

مريض صغير آخر سوف ينشر فيديو باللقاء مع والده , رفض والده دخوله إلى مدرسة المكفوفين, اعتمد على نفسه في تحفيظ الطفل دروسه غيبا. خلال ثماني جلسات تحسن إلى درجة أنني بدأت في عيادتي أدربه على الكتابة التي كان قد حرم منها, فقد كان متحمسا جدا وكتب الأحرف بشكل . جميل جدا

إن صغار المكفوفين تعود لهم الرؤية البعيدة والقريبة وتمييز الألوان بسرعة لا تتعدى الثمانية جلسات. وكذلك الأشياء التي كانوا محرومين منها مثل السير في الليل أو نزول الدرج أو حافة الشارع . فبسرعة تصبح لديهم المتعة بان يمارسوها.

فالكفيف وائل بعد التحسن أصبحت أمنيته الوحيدة الخروج بالليل ليس فقط للسير, وإنما للركض ليلا.. ومتعة أخرى أن يقفز من درجة إلى أخرى , وان يقفز عن رصيف الشارع إلى الشارع ليلا, بعد أن كان حتى نهارا بصعوبة جدا النزول عن حافة الشارع أو نزول الدرج.

: أما المجموعة الثانية

وهم كبار السن , أكبر المرضى كان 45 عاما, هؤلاء وخصوصا السيدات , يبدأن بالانزواء داخل البيوت, تغلب عليهم صفات مكتسبة مثل هز اليد للبحث عن شيء ما أو الإمساك بشيء ما. أو هز القدم للبحث عن حافة الدرج والسير بشكل مائل حتى لا تصطدم بشيء , وانحناء الرأس إلى جهة ما. عدم المقدرة على السير إلا بمرافق أو مرافقين, لا يميزون الألوان في المراحل الأخيرة, الألوان الغامقة يرونها أسود والفاتحة أبيض

مثال الكفيف أحمد, الجلسة الأولى عرضت عليه قلم عريض لونه فسفوري فقال بعد التدقيق انه اسود وبعد ثالث جلسة قال أن لونه كحلى وبعد سادس جلسة قال انه فسفوري ووسطه اسود ( لأنه يوجد كتابة على وسط القلم بالأسود ) وبنفس اليوم رأى الأزرق الفاتح

المريضات المكفوفات كما ذكرت يلجأن إلى عدم الخروج من البيت حتى لا يعرف أحد بهن, لدرجة أن الكفيفة ( أ ) لم تكن تسمح لي أن أذكرها بوضعها السابق ورأسا تغير الحديث لشيء آخر. ترفض الإدلاء بأي شيء عن الماضي, فقط كانت تخبرني عن أي شيء جديد : مثلا في أحد الأيام قالت لي أنها صعدت الدرج بدون إضاءة الكشاف على الدرج في الليل ( والكشاف أصلا موجود من اجلها ) , بعدها أخبرتني أنها قطعت الشارع لوحدها بدون أي مرافق

أما الكفيفة ( أ م ن ) عادت لها الألوان بسرعة والأحجام والرؤية من بعيد ترى الإشارات حتى 6/12 بسرعة وترى حتى 6/6 ببطء, بدأت تسير باعتدال , الرأس عاد إلى الاستقامة , أخبرتني يوما أنها في الماضي كانت تشعر أن أرجلها مربطة, والآن تم حلّها ولكنها لليوم لا تجرؤ على السير بمفردها إلا عند الضرورة , حول البيت

إن اعتلال الشبكية الصباغي مرض وراثي يؤدي إلى مجموعة من الاختلالات في عمل العين

اختلال الرؤية من بعيد –
اختلال الرؤية من قريب وفقدان المقدرة على القراءة –
اختلال الرؤية على الأطراف –
(عدم مقدرة العين على التركيز ( التثبيت المركزي –
فقدان المقدرة على تمييز الألوان –
عدم تأثر الحدقة للضوء –
اختلال عملية التروية الدموية للعين –
(التأثر الشديد من الضوء ( لذلك يستعملون النظارات الشمسية الغامقة –
العادات المكتسبة : هز اليد , هز القدم , انحناء الرأس , السير على جهة –
معظمهم يوجد حول وحشي أو إنسي –